بعد خمس سنوات من العمل في إحدى الشركات المتوسطة بجدة، قرّر “م.ف” التقدّم باستقالته لأسباب شخصية. لكن خطأ بسيط في صياغة خطابه كاد أن يحرمه من مكافأة نهاية الخدمة وتعويض الإجازات المتراكمة.
في هذا الدليل المتكامل، نُجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة بكيفية كتابة خطاب استقالة في السعودية، ونوضح الشروط والأخطاء الشائعة، ونقدّم لك صيغة جاهزة يمكنك الاسترشاد بها.
تواصل مباشرة مع محامي موثق عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتوى
أسباب كتابة خطاب استقالة في السعودية
في سياق الانتقال من وظيفة إلى أخرى، لا يكفي أن يُبلغ الموظف جهة عمله شفهياً برغبته في ترك العمل؛ بل يتطلّب الأمر كتابة خطاب استقالة في السعودية رسمي. يُعرف هذا الخطاب أيضاً بـ نموذج استقالة أو طلب إنهاء العمل أو حتى صيغة خطاب استقالة، وهو وثيقة إدارية لها أهمية قانونية وتنظيمية داخل بيئة العمل.
فالكثير من الموظفين يتساءلون: لماذا يحتاج الموظف أصلاً إلى خطاب استقالة رسمي؟ والجواب أن خطاب استقالة نهاية الخدمة يشكّل مستنداً موثّقاً يضمن حقوق الطرفين ويُظهر جدية القرار، بخلاف الإبلاغ الشفهي الذي قد يُفهم على أنه انفعال لحظي أو تلميح غير مؤكد.
كما أن هناك لبساً شائعاً حول ما الفرق بين الاستقالة الشفوية والخطية؟
تُعد الاستقالة الخطية ملزمة نظاماً متى ما وافقت عليها جهة العمل، وتبدأ منها فترة الإشعار المحددة نظاماً، في حين أن الاستقالة الشفوية لا تُرتّب عادةً أي أثر قانوني حتى يتم توثيقها كتابياً.
إضافة إلى ذلك، تُسهم كتابة خطاب الاستقالة في:
- إثبات النية بشكل رسمي: حيث يُعد الخطاب وسيلة واضحة وصريحة للتعبير عن رغبة الموظف في إنهاء العلاقة التعاقدية.
- تجنّب النزاعات القانونية: خصوصاً في حالات إنهاء الخدمة، إذ يُمكن أن يُستند إلى الخطاب في حال نشوء خلاف حول حقوق العامل أو التزاماته.
- تنظيم إجراءات تسليم العمل: مثل تحديد فترة الإشعار أو مهام الإنهاء، بما يضمن انتقالاً سلساً للمهام.
- التأثير على التوصيات الوظيفية المستقبلية: فالصيغة المهذّبة والمهنية للخطاب تترك انطباعاً جيداً لدى جهة العمل السابقة.
الصياغة الرسمية لخطاب الاستقالة وفق نظام العمل السعودي
عند رغبة الموظف في ترك عمله، لا بد من اتباع صيغة الاستقالة الرسمية التي تتوافق مع أحكام نظام العمل السعودي، تجنبًا لأي تبعات قانونية محتملة. فهذه الخطوة لا تُعد مجرد إجراء إداري شكلي، بل تمثّل وثيقة أساسية تُثبت إرادة العامل في إنهاء العلاقة التعاقدية، وتضمن له استقالة قانونية تحفظ حقوقه وتراعي التزاماته.
وغالباً ما يتردّد الموظفون في كيفية البدء، إذ يراود البعض تساؤل مهم: كيف تتم كتابة استقالة صحيحة وفق نظام العمل؟
الإجابة تبدأ بفهم أن كتابة استقالة نظامية تستوجب ذكر بيانات الموظف، وتحديد الجهة الموجه إليها الخطاب، وصياغة نص صريح وواضح يتضمّن طلب الاستقالة، مع تحديد آخر يوم عمل وفق مدة الإشعار المتفق عليها. ويُفضّل أن تُختتم الاستقالة من العمل بعبارات شكر وامتنان، للحفاظ على العلاقة المهنية مستقبلاً.
من جهة أخرى، يتساءل بعض الموظفين عما إذا كان هناك نموذج استقالة معتمد رسميًا؟
والإجابة أن النظام لا يفرض نموذجًا موحدًا، بل يكتفي بتوفّر العناصر الجوهرية في الصيغة المكتوبة.
مع ذلك، تعتمد العديد من جهات العمل الداخلية نماذج جاهزة تسهّل على الموظف المهمة، ويمكن استخدامها متى كانت متوافقة مع أحكام النظام.
ما الأخطاء التي قد تضر بحقوق الموظف عند كتابة الاستقالة؟
رغم أن تقديم الاستقالة حق مكفول لكل موظف، إلا أن بعض أخطاء الاستقالة الشائعة قد تؤدي إلى فقدان الحقوق بعد الاستقالة، خصوصاً حين تتم كتابتها أو تقديمها بطريقة غير مدروسة. ومن هنا تبرز أهمية معرفة ما يجب تجنبه في هذا السياق.
فالعديد من الموظفين لا يدركون أن صياغة خطاب الاستقالة بشكل غير دقيق قد يفتح الباب لما يُعرف بـ مشاكل الاستقالة، والتي قد تشمل تأخّر إنهاء الخدمة، أو نزاعات بشأن مكافآت مستحقة.
وهنا يُطرح تساؤل جوهري: ما الأخطاء التي يجب تجنبها في خطاب الاستقالة؟
أبرزها:
- عدم ذكر تاريخ واضح لإنهاء العلاقة التعاقدية.
- استخدام لهجة عدائية أو غير مهنية.
- عدم الالتزام بفترة الإشعار النظامية.
- تقديم الاستقالة دون توثيق رسمي.
ويلي ذلك سؤال أكثر حساسية من الزملاء: هل يمكن أن تؤدي الاستقالة إلى ضياع مكافأة نهاية الخدمة؟
نعم، في بعض الحالات. فوفق المادة (85) من نظام العمل السعودي، قد يفقد الموظف جزءًا من مكافأة نهاية الخدمة إذا استقال قبل إكمال سنتين، أو إذا لم يلتزم بشروط الاستحقاق النظامية.
لذا فإن الصياغة السليمة وتوقيت الاستقالة يلعبان دورًا حاسمًا في الحفاظ على الحقوق المالية.
هل تحتاج إلى محامٍ عند كتابة خطاب استقالة؟
قد يظن البعض أن تقديم الاستقالة لا يتطلّب أي دعم قانوني، لكن الواقع العملي يُثبت أن اللجوء إلى محامي استقالة يمكن أن يكون خطوة حاسمة، خصوصًا عند وجود التزامات تعاقدية معقدة أو مستحقات نهاية الخدمة كبيرة. في هذه الحالات، تصبح استشارة محامي قبل الاستقالة ضرورية لضمان أن تكون الخطوة مدروسة من جميع الجوانب.
ففي حالات كثيرة، يُفاجأ الموظف بعدم صرف مستحقاته أو تحميله مسؤوليات لم يكن يتوقعها، وهنا يتضح متى يكون من المفيد استشارة محامٍ قبل تقديم الاستقالة؛ مثلًا عند وجود شرط جزائي في العقد، أو شكوك حول تعسف محتمل من جهة العمل، أو حتى الرغبة في التفاوض على شروط الخروج.
أما عن كيف يحمي المحامي حقوق الموظف عند الاستقالة؟ فذلك يتم عبر عدة خطوات عملية، أبرزها:
- مراجعة صيغة الاستقالة لتفادي أي عبارات قد تُفهم على أنها تنازل عن الحقوق أو إقرار بالتقصير.
- التأكد من الالتزام بفترة الإشعار النظامية لتفادي أي مطالبات قانونية من جهة العمل.
- تحليل بنود العقد الوظيفي وتحديد ما إذا كانت هناك مميزات مالية أو التزامات غير واضحة.
- توجيه الموظف قانونياً حول أفضل توقيت لتقديم الاستقالة لحماية مكافأة نهاية الخدمة.
- الترافع أو التفاوض عند وجود نزاع لضمان استيفاء كافة حقوق الموظف عند الاستقالة بما فيها الرواتب المتأخرة، الإجازات، والمكافآت المستحقة.
إن كتابة خطاب استقالة في السعودية ليست مجرّد إجراء إداري، بل خطوة قانونية يجب التعامل معها بحذر ووعي.
وقد تناولنا في هذا المقال الصيغة الرسمية المعتمدة، والأخطاء التي قد تضر بحقوق الموظف، ودور المحامي العمالي في حماية الحقوق العمالية عبر مراجعة خطاب الاستقالة والتحقّق من استحقاق مكافأة نهاية الخدمة.
بحاجة إلى مراجعة قانونية لاستقالتك أو دعم في المطالبة بمستحقاتك؟ محامي إداري في خدمتك عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
لقراءة المزيد تابع:
كتابة خطاب شكوى في السعودية: الشروط والصياغة القانونية الصحيحة
كيفية كتابة خطاب لديوان المظالم في السعودية
صياغة خطاب تظلم وظيفي في السعودية 2025: النماذج والشروط القانونية

المحامي محمد، محامٍ ومستشار قانوني سعودي.
خبرة لسنوات طويلة في المجال القانوني.
امتلك معرفة واسعة بكافة الأنظمة واللوائح القانونية السعودية وما يطرأ عليها من تعديلات.
استلام مختلف أنواع القضايا مثل: القضايا الجنائية، القضايا الإدارية، القضايا العقارية، قضايا الأحوال الشخصية، القضايا التجارية.
دقة عالية في إعداد مختلف أنواع الوثائق والعقود القانونية وإعداد وتجهيز اللوائح الاعتراضية.